📁 آخر الأخبار

ماهي مراحل النمو عند الطفل ؟

طبيعة النمو عند الإنسان :

يبدأ تكوين الإنسان الجسمانيّ منذ لحظات التقاء الجاميت الذكريّ بالجاميت الأنثوي في رحم الأم، ويسلك مساراً من التغيّرات التي تؤهله ليصبح إنساناً سويّ الخلقة يمارس كافّة نشاطاته الجسميّة والعقليّة ببساطة وسهولة، ومع خروجه إلى الحياة طفلاً يخضع لتغيّرات مطّردة تنشئه النشأة المتغيّرة تبعاً لمراحله العمريّة والعقليّة، فتكون حالته الاستاتيكيّة متواصلةً غير ثابتة، ويتعرّض للتطوّر الجسميّ التشريحي والعقلي المعرفي والانفعاليّ والاجتماعيّ، بما يكفل مفاضلة شخصيّته الحصرية وبناءه السّلوكيّ والمهاري، ولا تتوقّف عمليّة التطوّر هذه نحو فترة معيّنة، إلا أنّها تبدأ بالتّباطؤ في فترات متأخّرة من عمر الإنسان؛ تجاوبً لسنّة الحياة المتمثّلة بالهرم والشّيخوخة ثمّ الوفاة.


ماهي مراحل النمو عند الطفل ؟


إنّ عمليّة النّمو هي سلسلة التغيّرات الدّاخلة ضمن دورة حياة الإنسان الحي من لحظة تكوين الزّايجوت وحتّى الممات، ومن الممكن تعريفها بأنّها عمليّة تتالي وسير التغيّرات التي تطرأ على جميع الأشكال النمائيّة المتتابعة للكائن الحي، وتسري بصورة منتظمة ومتناسقة ومنهجيّة ثابتة.


مراحل النّمو :

تُقسم المراحل العمرية للإنسان على نطاق حياته منذ تكوينه في أحشاء أمّه وحتّى الممات على النّحو القادم:


  • فترة ما قبل الولادة: وتشمل الحياة الجنينيّة للطّفل منذ التلقيح وحتّى الميلاد. 
  • فترة الرضاعة: ويشار إليها باسم بمرحلة المهد، وتتواصلّ من لحظة ولادة الطّفل إلى عمر السّنتين. 
  • فترة الطّفولة المبكّرة: وتبدأ من عمر السّنتين وحتّى السّت سنين. 
  • فترة الطفولة الوسطى: وتبدأ من سن السّت أعوام وحتّى التّسع أعوام. 
  • فترة الطّفولة المتأخّرة: وتبدأ من سن التّسع سنين إلى أن سن الثانية عشر. 
  • فترة المراهقة : تبدأ فترة المراهقة من سن12-21. 
  • فترة النّضج: وتبدأ من خاتمة فترة المراهقة إلى أن مستهل العقد الثّالث من السن. 
  • فترة الرشد: وتتفرّع إلى مرحلتين: فترة الشّباب وتشمل العقد الثّالث والرّابع، ومرحلة الرّشد وتشمل العقد الخامس والسّادس. 
  • فترة الشيخوخة أو الكهولة: وتبدأ مع خاتمة العقد السّابع إلى أن الممات.

مراحل نمو الأطفال :

مراحل نمو الأطفال أربعة وهي كالآتي :

مرحلة ما قبل الولادة :

وتكون تلك الفترة من بداية تكوّن الجنين داخل رحم أمّه من لحظة إخصاب البويضة وحتّى عمليّة الولادة وخروجه إلى عالمه الحقيقيّ، ولهذه الفترة أهميّة خاصّة لما يكون فيها من التّأسيس السّليم للنّمو الحيوي النّفسي، وسير عمل التّغيّرات والتّطوّرات التي تحصل للجنين في تلك المرحلة، وتؤثّر في سير حياة الشخص في وقت لاحق، فيتأثّر الجنين في فترة الحمل بالعديد من الأسباب الداخليّة كالعوامل الوراثيّة من الصّفات الجسميّة الفسيولوجيّة وبعض الأمراض ومستوى الذّكاء العقلي وغيرها.

قد يتأثّر نمو الجنين ايضاً بالعوامل الخارجيّة أو البيئيّة كالأمراض التي قد تتعرّض لها الأمّ الحامل، وتغذية ونفسيّة الأم خلال الحمل، وتناول الأدوية الطّبيّة وتعرّض الأم للإشعاع، كلّ ذلك يؤثرفي الجنين وتفاعلاته وسلوكيّاته ونموّه مستقبلاً، فإذا كانت الأم ذات اتّجاهات موجبّة تجاه إنجابها للطّفل وقد كانت في وضعية نفسيّة مستقرّة وتغذيتها جيّدة، ولم تتعرّض لأي أسباب خارجيّة تؤثّر على نحو سلبي في الجنين فإنّ هذا يقودها إلى إنجاب طفل سويٍّ ومستقر.

مرحلة الرضاعة :

ينتقل الطّفل في تلك الفترة من كائن ساكن إلى كائن متفاعل، يستجيب للمثيرات من حوله على نحو ملحوظ، ومن شخص موثوق على أمّه في كل وظائفه الحيويّة إلى شخص منفصلّ بذاته فسيولوجياً، كما تعتبر تلك الفترة فترة انطلاق الطّفل بكامل نشاطه لتعرّفه إلى عالمه، فيكون نموّه الجسمي سريعاً يتضح فيه التّآزر الحسّي الحركي، والتّحكّم بحركاته كالحبو والمشي والقعود والوقوف، وكلّما تقدّم الطّفل في تلك الفترة تبدو الفروق الفرديّة بينه وبين أقرانه، كما يبدأ باكتساب وتعلّم اللّغة، وتكوين السّلوك الاجتماعي ومفهومه عن نفسه، وتبدو انفعالات الطّفل في تلك الفترة على نحو ملحوظ كالفرح والضّحك والبكاء وغيرها من الانفعالات التي يستجيب بها للمثيرات من حوله، وأبرز الأسباب المؤثّرة في الطّفل في تلك الفترة الفطام، وبزوغ الأسنان، وتعلّم الطّفل استخدام الحمّام.

مرحلة الطفولة المبكرة :

بعدما تعلّم الطّفل في مرحلته السّابقة أساس مهاراته الحركيّة واللغويّة والاجتماعيّة وغيرها فإنّ ميله للحركة والشّقاوة في صعود ليزيد تعرّفه على عالمه وكل ما يحيط به، ويكون نموّه في تلك الفترة سريعاً إلا أنّه أبطأ من مراحله السّابقة، كما يميّز تلك الفترة اتّزان العمليّات الفسيولوجيّة، والتّحكّم الجيّد بعمليّة الإخراج، كما يتميّز الطّفل بالاستزادة العقليّة المعرفيّة فيريد علم جميع الأشياء عن كل ما يحرض انتباهه، فتكثر أسئلته بشكل ملحوظ، وتبدو العمليّات العقليّة نحو الطّفل من الاستيعاب والتذكّر والتخيّل، وتتطوّر مقدرته في تركيز الحيطة شيئاً فشيئاً، وعلى الرّغم من أنّ مقدرته الإبداعيّة تكون في قمتها في تلك الفترة لكنّ تفكيره يكون مادّياً بحتاً، فهو لا يفهم المجرّدات، أمّا نمو الطّفل اللّغوي فيكون سريعاً، ويبدو في التّحصيل اللّغوي، وتزايد رصيد الكلمات عنده، أو بالتّعبير عن نفسه وفهمه للغة الكبار من حوله، كما يتحسّن النّطق وسلامة مخارج الحروف، وتسمّى تلك الفترة ايضاً بمرحلة ما قبل المدرسة.

مراحل الطفولة المتأخرة :

يتكاثر التّباين الجنسي بين الذّكور والإناث تمهيداً لمرحلة المراهقة التي تلي تلك الفترة، وفي تلك الفترة يميل الطفل إلى السّيطرة وممارسة الألعاب المتغايرة، وخاصّة التي تتطلّب مهارات كثيرة، فيصبح قادراً على نحو أفضل على التحكّم بحركاته، وازدياد سرعتها وقوّتها، كما يُقبل الطّفل على قراءة الروايات، وتبدو مقدرته على التقليد، وتُسمّى تلك الفترة في بعض الأحيانً بمرحلة المجازفة والبطولة. 

تكمن أهميّة تلك الفترة في أنّ الطّفل يصبح مسيطراً إلى حد ماً على المهارات القرائيّة، فتتطوّر يملك التمكن من الاستيعاب والتّأثير، ويتّضح في تلك المرحلة إستيعاب الطّفل للمعاني المجرّدة كالصّدق والأمانة والكذب وغيرها، وتتطوّر القدرة الذاتيّة للطّفل على الضّبط الدّاخلي للسّلوك، ويزداد نموّه اللّغوي فيصبح قادراً على تأسيس حوار منطقيّ، ويكون التّفاعل الاجتماعي مع أقرانه في أوجه، حيث تشكّل جماعة الرّفاق البيئة المجتمعيّة العظمى عند الطّفل.

أهمية معرفة مراحل النمو في الطفولة :

يتوجّب على أهالي الأطفال ومعلميهم الدّراية الكافية بمراحل نموّ الأطفال والتغيّرات الجسميّة والعقليّة والانفعاليّة التي تطرأ عليهم، ومعرفة التطوّر الطّبيعي الذي سلس عليه الطّفل في عمليّته النمائيّة لملاحظة القصور في أي منحى من تلك الجوانب؛ لإحداث التّدخل الإيجابي اللّازم، ومنه إلى إستيعاب سلوكيّات الطّفل وانفعالاته مع ملاحظة المؤثّرات الخارجيّة والداخليّة التي تؤثّر في سير تلك السلوكيّات وتلبية حاجاته في جميع فترة من تلك المراحل، كما يلزم الإحاطة بالاضطرابات المتوقّع أن يتجاوز بها الطّفل، وكيفيّة التّعامل معها، والتحكّم بها، والطّرق المناسبة لعلاجها.

تعليقات