هل تساوي حياتك إنقاذها
كان عماد في منتهى السعادة عندما أيقظته والدته لكي يستعد للسفر إلى جزيرة تاهيتي الجميلة على ظهر السفينة التي تحتوي على مائة غرفة ومطعم كبير وصالة للألعاب الرياضية وحوض سباحة كبير . وبسرعة كان عماد مستعدا تماما.وفي الطريق إلى الميناء كان الجميع يحلمون بالرحلة وبالعطلة الجميلة . و أخيرا وصلت السيارة إلى الميناء ، و صعد الجميع على ظهر السفينة وقادهم المسؤول إلى غرفهم بالدور الأول من السفينة .ومضى الوقت سريعا وبدأت السفينة في الإبحار .
في ذلك الوقت كانت العائلة في المطعم تتناول الغداء ، و استغل عماد انشغال الجميع في الحديث والطعام وذهب إلى سطح السفينة لكي يشاهد حمام السباحة ويتمتع بجمال المحيط . وكان المنظر رائعا ، وذهب عماد إلى نهاية السفينة وبدأ ينظر إلى أسفل و أنحنى أكثر من اللازم و كانت المفاجأة ...
↔
وقع عماد في المحيط و أخذ يصرخ ويطلب النجدة ، و لكن بدون جدوى ...و أخيرا كان هناك أحد المسافرين و هو رجل في الخمسينات من عمره فسمع صراخ الطفل و بسرعة ضرب جهاز الإنذار و رمى بنفسه في المياه لإنقاذ الطفل ، وتجمع المسافرون و هرول المتخصصون و بسرعة ساعدوا الرجل والطفل عماد وتمت عملية الإنقاذ و نجا عماد من موت محقق .و عندما خرج من المياه ذهب إلى والديه ليعتذر عما صدر منه و بعد ذلك بدأ في البحث عن الرجل الشجاع الذي أنقذ حياته ، ولما وجده واقفا في ركن من الأركان وكان ما يزال مبللا بالمياه جرى إليه وحضنه وقال له : "لا أعرف كيف أشكرك لقد أنقذت حياتي من الغرق " ؟؟و بابتسامه هادئة رد الرجل قائلا : "يا بني أتمنى أن تساوي حياتك إنقاذها " ......كانت هذه الكلمات بمثابة ماء بارد في يوم ساخن ، واستقرت بعمق في ذهنه ، وكانت الدافع الرئيسي في نجاح عماد في حياته . لقد تبرمجت في عقله بعمق ولازمته طوال حياته وجعلته مرموقا ناجحا محبا للخير وكلما واجهته تحديات الحياة تذكر كلمات الرجل : " يابني أتمنى أن تساوي حياتك إنقاذها "
والآن دعني أسألك :
هل حياتك تساوي إنقاذها ؟هل تريد أن تترك بصمات نجاحك في الدنيا ؟
هل قررت أن تتحكم في أحاسيسك وشعورك وحكمك على الأشياء والآخرين ؟
هل قررت أن تكون مثلا أعلى لكل من حولك ؟
هل قررت أن تقابل تحديات الحياة بابتسامه عريضة وتعمل على حلها ؟
الحكمة من هده القصة :
ابدأ من اليوم ......... وتذكر هذه المقولة :{ { { ما الحياة إلا أمل يصاحبها ألم ويفاجئها أجل } } }
فعش حياتك بالأمل وتوقع الخير .... حدد أهدافك .....اكتبها .....ضع الخطط لتحقيقها ..... ضعها في الفعل و كن مؤمنا بها حتى تحققها . وبما أن الحياة يصاحبها ألم وتحديات فكن مستعدا ، قابل هذه التحديات بقوة وعزم وصبر وتوكل على الله . فإن الله يحب الصابرين ... والله لا يضيع أجر من أحسن عملا .
وبما أن الحياة يفاجئها أجل و أنه الشيء الوحيد الحقيقي في هذه الدنيا وهو المصير المحقق لكل إنسان ... فعش بالكفاح في سبيل الله عز وجل ، وكن مستعدا ليوم اللقاء مع خالقك العظيم فصلي وكأنك تصلي صلاة الوداع ، عامل كل إنسان وكأنك ستراه لآخر مرة ، أعطف على المساكين كما لو كان هذا هو آخر شيء تفعله في الدنيا .
تقرب اليوم إلى الله سبحانه وتعالى وستجد أن حياتك امتلأت أكثر بالنور والحب وستجد نفسك في سعادة لا محدودة ونجاح يضرب به الأمثال .
فابدأ من اليوم بتغيير حياتك إلى الأفضل وساعد الآخرين و تذكر أن سعادتك بين يديك
وأخيرا أدعو لك من كل قلبي أن تكون حياتك مملوءة بالإيمان والصحة والسعادة والنجاح . وفقنا الله . وتذكر دائما :
- عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك ..
- عش بالإيمان ، عش بالأمل ..
- عش بالحب ،
- عش بالكفاح ..
- وقدر قيمة الحياة .